ة
حكم التفريط في صلاةالفجر
قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " - إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء .. ويقول الله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " .. قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ - لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا في جماعة ولا غيرها ... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما يعني من ثواب لأتوهما ولوحبوا أي زحفا على الأقدام رواه الإمام البخاري في باب الآذان. - إن الله سبحانه و تعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " رواه الإمام أحمد في مسنده. فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟ فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟
وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟
أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس أن ننام مبكرا و نستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم
( السرحان ) في الصلاة
كيف نتغلب عليه؟
"السرحان " والتفكير في أمور الدنيا أثناء الصلاة مشكلةبالكاد لا ينجو منها أحد ... حتى إن البعض قد ينقطع عن الصلاة بسببها !! ولا شك أن التركيز في الصلاة من أهم أركانها .. خاصة أن رسول الله عليه وسلم قال ( ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها و (أول ما ينظر من عمل العبد – يوم القيامة – الصلاة ... فإن قبلت منه نظر فيما بقي من عمله وإن لم تقبل منه لا ينظر في شيء من عمله)
بداية يجب ملاحظة أن المقصود بـ " السرحان في الصلاة" ليس هو المذكور في قوله تعالى في الآيتين 4، 5 من سورة الماعون فويل للمصلين ،الذين هم عن صلاتهم ساهون " لأن الآية الكريمة تذكر " الساهون " عن صلاتهم وليس " في " صلاتهم .. أي الذين لا يحرصون على صلواتهم ويهملون أداءها في أوقاتها عمدا و بلا ندم إذا فاتتهم ولا يعملون بها بل لا يؤدونها إلا نفاقا .. يراءون – أي ينافقون –ويمنعون الماعون " .. وإنما الذي نعنيه هو التفكير في أمور الدنيا أثناء الصلاة وفي أسباب هذا " السرحان " يقول صلى الله عليه وسلم .. ( إذا نودي للصلاة ... يحضر – الشيطان – بين المرء ونفسه يقول : أذكر ، كذا ، أذكر كذا .. لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى)..
** ولعلاج مشكلة " السرحان في الصلاة " .. يجب تهيئة النفس قبل الصلاة بتخصيص دقيقة واحدة لتدبر عدة أمور وهي :
استحضار هيبة الله تعالى .. بالتيقن من أنه سبحانه وتعالى ينظر إلينا• أثناء الصلاة وأن الملائكة يحيطون بنا ... فليس كل ما يرى بالعين البشرية غير موجود ، فنحن لا نرى جاذبية المغناطيس أو موجات التليفون المحمول .لكننا نرى أثرها في نفوسنا وأرواحنا بل وأخلاقنا أيضاً .
استثمار الوقت والجهد .. لأن هذه• الدقائق سوف تستقطع من الوقت وهذا الجهد النفسي والمجهود الجسدي سوف يبذل فليس من الذكاء أن يضيع هباء أو يتحول إلى ذنوب . فيجب عقد النية والتصميم على التركيز في الصلاة ليتقبلها الله تعالى ولتظل هذه الدقائق هي الباقية لنا في صحيفة حسناتنا .
أن كل سعينا في الدنيا وهدفنا النهائي منها هو الفوز يرضى الله تعالى• الذي نصلى له .. فلا يصح وليس من الحكمة أن ننشغل عنه بأمور الدنيا ومعناها من الدنو – وهي وسيلتنا لإرضائه سبحانه و تعالى .
الاستعاذة من الشيطان• ..ولقد شكا رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي و قراءتي يلبسها علي .. فقال له صلى الله عليه وسلم ( ... فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه وأتفل – أي النفخ مع رزاز خفيف لا يرى ولا يحس على يسارك ثلاثا .. قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ) .. كذلك التسبيح بقول " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ... وإقامة الصلاة .. تطرد الشيطان .
** وهناك عدة نقاط يجب مراعاتها أثناء الصلاة :
استحضار القلب .. ثم استحضار القلب .. لأن الهدف من الصلاة• ومن كل العبادات هو إصلاح القلب .. يقول صلى الله عليه وسلم ( ألا و إن في الجسد مضغة – أي قطعة لحم – إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله .. ألا وهي القلب).
عدم النظر إلى السماء .. فيقول عليه الصلاة والسلام ( ما بال• أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال ليتهن أو لتخطفن أبصارهم).
عدم الالتفات ..فقد قال صلى الله عليه وسلم عن الالتفات• أنه ( الاختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ) .. ( فإذا صلى تم فلا تلتفتوا فإن التفت انصرف عنه).
عدم التثاؤب ... بقبض الفكين على بعضهما جيدا أو بوضع• اليد على الفم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... ( التثاؤب في الصلاة من الشيطان .. فإذا تثاءب أحدكم فليكضم ما استطاع(
عدم التشكك من أي هاجس ...• فإذا تشكك في شيء كصحة وضوئه أوعدد الركعات أو .. أو .. استعاذ بالله من الشيطان وأكمل صلاته.
عدم القراءة سرا وأيضا عدم رفع الصوت عالياً .. فيجب أن• يسمع نفسه فقط .. لقوله تعالى في سورة الإسراء الآية 110 ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وأبتغ بين ذلك سبيلا).
إتقان الصلاة بالتأني في أدائها وإعطاء• كل ركن حقه.
زيادة عددالتسبيحات في الركوع والسجود .. والدعاء في الصلاة• بالأدعية المأثورة .
عند تذكر ما ننسى أثناء الصلاة يجب عدم الالتفات• إليها لأن الله تعالى أقدر على تذكيرنا إذا دعوناه بذلك بعد الصلاة .
ولتذكر عدد الركعات ..يمكن عند قراءة التشهد في نهاية كل ركعة تحريك• أحدى الأصابع حركة خفيفة لتذكر أنها الركعة الأولى مثلا ثم تحريك الإصبع التالية في الركعة التالية .. وهكذا.
لا تيأس ...!
**ولا حرج من تكرار ماسبق أكثر من مرة والاستمرار في دفع الشيطان فلذلك أجر وهذا من الجهاد في سبيل الله و يسمى بالجهاد الأصغر . ويجب عدم اليأس والاستسلام للهزيمة بترك الصلاة والانقطاع عنها بحجة إنها تحملنا ذنوبنا بدلا من الحسنات ... فهي حيلة أخرى من حيل الشيطان لتحقيق هدفه بأبعادنا عن الصلاة .. فمن لا تقبل صلاته لا تقبل أعماله كما جاء في الحديث الشريف فما بالنا بمن لا يصلي أصلا ؟!! ويسري عنا إن بعض كبار الصحابة أنفسهم كانوا ينشغلون في بعض الأحيان بأمور الدنيا وكان عليه الصلاة و السلام يقول ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتي السهو .. ولا يسجدهما من أنشغل بخواطر .. وهي فقط لمن نسي أحد الأركان كالركوع أوالتشهد الأول ... أو عدد الركعات .. وعليه أن يحسب على أساس العدد الأقل ... فمثلا إذا شك هل صلى ركعتين أم ثلاثة يعتبرهم اثنين فقط ويكمل صلاته حتى يتمها ثم يسجد قبل التسليم أو بعده سجدتين ويقول ( سبحان الذي لا ينام ولا ينسى سبحان الذي لا يضل و لا يسهو ) ومما يجبر " السرحان في الصلاة .. ختم الصلاة .. وهي من تمام الصلاة كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم وهى تشتمل على ..
أننا في حديث مع الله .. فيجب• ألا تؤدى الصلاة كمجرد مهمة .. فالله تعالى يقول ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... فإذا قال : الحمد لله رب العالمين ... قال الله عز وجل حمدني عبدي .. وإذا قال الرحمن الرحيم .. قال الله عز وجل أثنى علي عبدي وإذا قال العبد : مالك يوم الدين .. قال الله مجدني عبدي وفوض إلي عبدي .. وإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين قال : هذا بيني وبين عبدي فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم .. قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
استحضار المعنى.. بإشراك العقل والقلب مع اللسان في• تدبر كل كلمة والإحساس بمعناها.
الخشوع .. لقوله تعالى " والذين هم في• صلاتهم خاشعون " ويساعد عليه النظر إلى موضع السجود أو بين القدمين .
الاستغفار ثلاث مرات . " ياأرحم الراحمين اللهم أرحمني وأغفر لي " 3• مرات .. آية الكرسي .. التسبيح لقوله صلى الله عليه وسلم .. ( من سبح الله دبر كل صلاة وثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا وثلاثين .. تلك تسع وتسعون .. ثم قال تمام المئة .. لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .. غفرت خطاياه وأن كانت مثل زبد البحر ) .. الدعاء بعد الصلاة .. فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أسمع ؟ قال ( جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبة ) ثم قراءة الفاتحة و الإخلاص والفلق والناس .
ومن أفضل طرق القضاء على " السرحان " في الصلاة مع إتباع• الخطوات السابقة هو صلاة الجماع